تقدّم رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم امين السيد بأحر التعزية لعائلة الشهيد علي البزال معتبراً ان صبرهم كبير لتحمل جريمة من هذا النوع، وقال "ما سمعناه من عائلة الشهيد يعبر عن هذا الصبر الكبير الذي تعودناه من أهلنا في كل حدث".
وأضاف "نتقدم بالتعزية لمؤسسة الجيش الوطني وقيادته على الصبر الذي تتحمله هذه المؤسسة سواء في الميدان او المناخ السياسي العام والضغوطات السياسية الموجودة في لبنان".
وتابع القول "نعتبر هذا الشهيد هو شهيد الجيش وشهيد لبنان وشهيد الامة وشهيد الانسانية".
واذ لفت رئيس المجلس السياسي في حزب الله الى ان ما يجري اليوم في عرسال وجرودها هو وجود هؤلاء الارهابيون على الساحة اللبنانية وليس في الساحة السورية، قال "هذا يعني ان اي غطاء او اي تساهل مع هؤلاء يعني اعطاءهم الفرصة تلو الفرصة لارتكاب المزيد من الجرائم سواء بحق الناس او بحق مؤسسة الجيش اللبناني".
وأضاف "حينما يكون هؤلاء المسلحون على ارض لبنانية ويستهدفون الناس ومؤسسة الجيش تارة بالخطف والقتل واطلاق الصواريخ على المدن والبلدات ومن أراض لبنانية، يعني نعيش في ظل مجموعة تحتل أرضنا او بعض ارضنا اللبنانية".
وحول متابعة الحكومة لهذا الملف، قال السيد ابراهيم امين السيد "لا أرى مستوى التعاطي الحكومي بالذات على المستوى القرار السياسي يتناسب مع وجود مسلحين يحتلون ارضاً لبنانية وينطلقون من ارض لبنانية للاعتداء على الجيش اللبناني". وأضاف "السياسة التي تعتمدها الحكومة تجعل هؤلاء المسلحون أمامهم فرص كبيرة لفعل ما يشاؤون وليس امامهم اي رادع يحسبوا له اي حساب".
وأكد ان "على الحكومة ان تحسم امرها وتبعث رسالة حاسمة مفادها ان اي اعتداء على الجيش اللبناني يجب ان يواجه بقرارات رادعة".
هذا، وبعد إعلان جبهة "النصرة"، الجمعة، في بيان، على حسابها في "تويتر" إعدام علي البزال أحد العسكريين اللبناييين المختطفين لديها، عقد آل البزال مؤتمراً صحافياً في البزالية، جاء فيه: "بعد ورود خبر إعدام ولدنا علي ظلما، وبعد التشاور مع والد وأهالي المغدور نورد ما يلي:
"اولا: الطلب الى الحكومة اللبنانية ان تباشر وفورا بتنفيذ أحكام الاعدام الصادرة بحق إرهابيين قتلوا أبناء وطننا من مدنيين وعسكريين هم في سجون روميه، وكأنهم في فندق خمسة نجوم، ولتخفيف الاحتقان في الشارع وكون ارهابيي جبهة النصرة ربطوا إعدام الشهيد علي بالإفراج عن الارهابيين الملطخة أيديهم بدماء حميد والاطرش نطلب مباشرة تنفيذ الحكم بإعدامهما.
ثانيا: بالنسبة لنا المسؤول عن مقتل علي هو بالتحديد الارهابي مصطفى الحجيري المعروف في بلدته (بأبو طاقية) وكل من يؤازره من أبناء بلدة عرسال وعليه، وبما انه موجود وفي مكان معروف من قبل السلطات والاجهزة الامنية اللبنانية، نطلب من هذه السلطات إجراء اللازم للقبض عليه.
ثالثا: تبين وبالدليل القاطع ان السوريين الموجودين تحديدا في بلدة عرسال ليسوا نازحين بل هم حفنة من الارهابيين والتكفيريين الذين إنقضوا على أبناء جيشنا الغالي عند أول فرصة. فاغتالوا من اغتالوا وخطفوا من خطفوا وقتلوا من قتلوا، وهذه الحقيقة لا يمكن إنكارها من قبل أي شخص. وعليه، لن يسمح لأي جهة دولية أو محلية بالمرور في البلدة لإيصال اي مساعدات لهؤلاء الارهابيين ابتداء من الآن .
رابعا: ان قطع طريق اي منطقة في لبنان بحجة التضامن مع ارهابيي عرسال، سيعتبر في مثابة تأييد لما تقوم به جماعات إرهابية محتضنة في عرسال".
الى ذلك، زارت دارة البزال وفود شعبية واجتماعية ورجال دين وفاعليات من بعلبك والهرمل والبقاع الشمالي، ومن بينهم وزير الصناعة حسين الحاج حسن والنائب علي المقداد اللذان قدما التعازي لعائلة البزال في البقاع الشمالي، كما قدم التعازي وفد من قوى الامن الداخلي ترأسه العميد عبد الله أبو زيدان ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي وقائد الدرك.
في غضون ذلك، ترأس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في المصيطبة، اجتماعاً استثنائياً لخلية الأزمة الوزارية، في حضور جميع أعضائها، للبحث في الأوضاع الأمنية. وصدر عن الاجتماع البيان التالي: "عقدت خلية الأزمة الوزارية اجتماعاً استثنائياً بعد جريمة إعدام الرقيب في قوى الأمن الداخلي علي البزال الذي يعتبر شهيداً لكل الوطن وليس فقط لعائلته. ان لبنان يقف اليوم صفاً واحداً متراصاً في هذه المواجهة الكبيرة من أجل اطلاق سراح العسكريين المخطتفين وحماية امننا الوطني. وقد اتخذت خلية الأزمة القرارات المناسبة في اطار مسوؤليتها عن هذا الملف".
بموازاة ذلك، أكّد أهالي العسكريين المخطوفين في كلمة لهم من الصيفي أنّ"على الحكومة ان تستقيل في حال شعرت انها غير قادرة على متابعة ملف المختطفين".
وأعلن الأهالي عن بدء التصعيد المفتوح بالإتجاهات والوسائل كافة بعد التهديد بقتل العسكري ابراهيم المغيط، قائلين"لن نفتح الطرقات حتى التوصل الى قرار لحل الملف".
وكانت الجبهة قد إدعت أنّ "تنفيذ الحكم جاء رداً على أعمال الجيش اللبناني"، مضيفةً "وهو أقل ما نرد عليه وإن لم يتم اطلاق سراح الأخوات اللاواتي اعتقلن ظلما وجورا، فسيتم تنفيذ حكم القتل في حق أسير آخر لدينا خلال فترة وجيزة"، على حد قولها.
وكان ذوو العسكريين قطعوا طريقي الصيفي والقلمون بعد تلقي شقيق المخطوف ابراهيم مغيط تهديداً بقتله خلال ساعات في حال لم تطلق الحكومة سراح الموقوفات. وقطع أهالي العسكريين المخطوفين طريق المرفأ البحرية بالاتجاهين، وذلك بعد قطعهم طريق النفق والوصول الى الطريق البحرية.
ومن ثم أعاد أهالي العسكريين المخطوفين، فتح طرقات: الصيفي، نفق المرفأ، المرفأ البحرية، وطريق مبنى صحيفة النهار، وذلك بعد لقاء وفد منهم بوزير الصحة وائل ابو فاعور.
وعاد الأهالي إلى خيم الاعتصام في ساحة رياض الصلح، حيث سيتداولون في الخطوات المقبلة.
06-12-2014
2014-12-06