قال رئيس المجلس السياسي في حزب الله سماحة السيد إبراهيم أمين السيد، إن: الطاغوت الذي تحدث عنه القرآن الكريم في هذا الزمن هو المحتل الصهيوني للقدس وفلسطين، الذي هو معيار الانقسام الموجود في العالم. نحن يجب أن نفرض انقساماً في العالم وليس للعالم أن يفرض علينا انقسامات. العالم يريد أن يفرض علينا انقسامات إسلامية وقومية وعربية، وانقسامات عربية ـ فارسية، وانقسامات سنية ـ شيعية.
وخلال حفل أقيم بحضور الفصائل والحركات والقوى الإسلامية وعلماء دين بمناسبة المولد النبوي الشريف، أضاف السيد امين السيد: أما نحن ـ كمؤمنين بهذا القرآن ـ يجب أن نفرض انقساماً على العالم: مَن مع مشروع تحرير فلسطين ومَن مع الاحتلال في فلسطين والقدس. هذا هو الانقسام الذي يجب أن نفرضه على العالم، وبهذا الانقسام نميّز ما بين الأصدقاء والأعداء، بين الحلفاء وغير الحلفاء وبين الأصدقاء وغير الأصدقاء، بهذا الانقسام، بهذا المعيار، بهذه الضابطة.
ولفت سماحته إلى أن المحور الأساسي والمخفي وغير المخفي لكل ما يجري في هذه المنطقة يتعلق بهذا الانقسام، وليس بأشياء أخرى. الأشياء الأخرى كلها خداع للرأي العام، كلها خداع للأمة، كلها خداع للمسلمين، لكن الجوهر الأساسي هو: مَن مع تحرير القدس وفلسطين ومَن مع ضد تحرير القدس وفلسطين، وأضاف "بناءً على هذا هناك بعض الأمور نذكرها، ليس من باب الإدانة وإنما من باب أن أطلب الحذر، من حقنا أن نطلب الحذر، من حقنا أن ننصح في هذا المجال. من يريد أن يحرر فلسطين والقدس لا يحارب الجمهورية الإسلامية في إيران، ومن يحارب الجمهورية الإسلامية في إيران لا يريد أن يحرر القدس، ومن يريد أن يحرر القدس لا يحارب المقاومة في لبنان، ومن يريد تحرير فلسطين هو صديق لمن هو عدو لإسرائيل في هذا العالم، هو صديق للجميع. هذه معادلة صحيحة، أنا لا يهمني المواقف السياسية أو الخلاف في وجهات النظر أو ما شابه ذلك".
السيد ابراهيم السيد قال "لا يستطيع أحد أن يغرّر بالناس أو أن يخدع الناس ويقول إن المشكلة مع إيران هي مشكلة أمن الخليج، إن المشكلة مع إيران هي مشكلة العراق، إن المشكلة مع إيران هي مشكلة إيران في سوريا، وإن المشكلة مع حزب الله هو موقف حزب الله من سوريا، وإن المشكلة مع حزب الله، باعتباره عنصراً أساسياً في مشروع تحرير القدس وفلسطين، هي ليست أن بعض السنّة في العالم الإسلامي يصبحون شيعة. هذا عيب يا إخوان. إن مشكلة حزب الله أنه جزء من تحرير فلسطين، وإن مشكلة إيران أنها دولة قوية في المنطقة ومحور أساسي في المنطقة في مشروع تحرير فلسطين".
وأشار إلى أنه "بالنسبة للثورات العربية أو الصحوات الإسلامية أو النهوض العربي، أسموها كما تريدون، نحن سعداء بها. وعلى المستوى الاستراتيجي ننظر بأنه هناك انتصاراً إستراتيجياً بهذه الثورة على مستوى الأمة وعلى مستوى الشعوب"، متسائلاً هل خطت "هذه الثورات بمشروع تحرير فلسطين إلى الأمام أو تراجعت؟ هل جُمّد الصراع بعد الثورات أو قوي الصراع ضد إسرائيل بعد الثورات؟ هذا هو الأساس".
وتابع السيد ابراهيم السيد بالقول "نحن بالمنظور الاستراتيجي وما نعرفه في الذهن الإسلامي والعربي العام وفي الضمير العربي العام وفي الذهنية العامة وفي الثقافة العامة وفي التوجه العام وفي الشعور الوطني والقومي العام وفي المظلومية العامة التي عاشتها أمتنا من خلال أمريكا وإسرائيل، إننا نشعر بأن هذه الثورات العربية هي ثورات تحمل الأمل في المستقبل على مستوى تحرير القدس وفلسطين. نحن هكذا نشعر، وما أقوله في هذا الصدد من رأي شخصي ألف مرة تبقى بعض الحركات الإسلامية الضمير الاستراتيجي للأمة على مستوى تحرير فلسطين، ولا مرة واحدة أن تكون سلطة من دون مشروع تحرير فلسطين".
وشدد على أنه لا يستطيع أحد أن يضعنا في سوريا أمام خيار: هل أنتم مع النظام أو مع الشعب، نحن نفرض خياراً آخر: مَن مع سوريا ومَن مع أمريكا وإسرائيل في سوريا. ليس الموضوع مَن مع النظام ومَن مع الشعب، اسمحوا لنا، نحن مع ما يريده الشعب في سوريا، ولسنا مع ما تريده أمريكا وإسرائيل في سوريا، وأضاف: يراد لنا أن نقتنع اليوم بأن أمريكا تقود الصحوات الإسلامية، يراد لنا أن نقتنع اليوم بأن أمريكا ـ بسحر ساحر ـ تحولت إلى قيادة مخلصة إسلامية شريفة متدينة، للصحوات الإسلامية وللتيارات الإسلامية في هذا العالم. أمريكا دفعت أموالاً هائلة من أجل تحسين صورتها في العالم العربي والعالم الإسلامي.
وأردف سماحته "اليوم مع الأسف، تتحدث أمريكا وإسرائيل بأن سمعتها في العالم العربي أصبحت أفضل بكثير مما كانت عليه سابقاً. هذا مؤسف، لا أقول ذلك من باب الإدانة، بل أقوله من باب الأخوّة والحب، وأقبّل عيونهم وجهودهم، كل الشعوب وكل الحركات التي انتفضت وثارت في هذا العالم العربي، إننا نريد أن نرى في عيونكم تحرير القدس وفلسطين، لا تجعلونا نسقط هذا الأمل من داخلنا".
وأشار السيد ابراهيم السيد إلى أن الفصائل الفلسطينية لديها أصدقاء قدماء وأصدقاء جدد، دعونا نسميهم الأصدقاء الجدد ونسميهم الأصدقاء القدماء. أنا أريد أن أسأل الفصائل الفلسطينية عن أصدقائهم، أيّ من أصدقائكم يأخذونكم إلى مشروع التحرير؟ أي من أصدقائكم يدعمونكم من أجل تحرير القدس وفلسطين؟ وأي من أصدقائكم يأخذونكم إلى مشروع التسوية؟ أنتم من يجب أن يجيب على هذه الأسئلة، نحن لسنا مضطرين أن نجيب. لكن يوجد أمران يجب أن يحصلا حتى يتحقق هذا الأمر ، حتى يذهب الجميع إلى التسوية ويتم إنهاء قضية القدس وفلسطين:
الأول، أن يتحول الشعب الفلسطيني الشهيد المقاوم، الجريح الأسير، الشعب الفلسطيني المعجزة، أن تتحول أزمته من أزمة احتلال إلى أزمة فقراء، ثم يزيل المال العربي عنكم الفقر والجوع ويعطي القدس وفلسطين لإسرائيل،عندما يتحقق ذلك تنجح التسوية.
الثاني، أستميحكم عذراً أن أقول لكم إنه مع هذا الضجيج ومع هذا الصخب، مع هذا الغبار ومع الشعارات ومع الأحقاد الموجودة ومع الصراعات والثقافات الموجودة على امتداد العالم العربي والإسلامي في ما يسمى الفتنة، مرة نسميها الحرب البَينية، مرة نسميها الفتنة المذهبية السنية- الشيعية، أريد أن أقول إن هذا الموضوع موجود، الصخب موجود، الشعارات موجودة، هذه الأحقاد موجودة وهذه الخطب موجودة، أنتم من أندر من يتكلم في صلاة الجمعة اليوم عن الوحدة بين المسلمين، وأغلب الذين يصلون الجمعة تحولوا إلى خطباء لا يتحدثون إلا عن الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة، تعرفون هذا الأمر ماذا يعني؟ هذا الأمر يعني، أيها الإخوة بكل وضوح، أن هناك جريمة يراد أن تُرتكب بحق الإسلام والمسلمين، جريمة القضاء على القضية الفلسطينية والقدس وفلسطين، لكن تحت غبار الفتنة المذهبية، أنا أقول لهم، أقول حتى للأصدقاء الذين دخلوا بشكل من الأشكال في هذه الاوركسترا الإعلامية، أقول لهم إذا أردتم أن تتخلوا عن القدس وفلسطين تخلوا، لكن لماذا تريدون أن تذبحوا الأمة في صراعات داخلية، اتركوا الأمة، اتركوا المسلمين في كل مكان. لا تبرروا التنازل عن القدس وفلسطين، إن من يريد صنع الفتنة هو من يريد أن يعطي القدس وفلسطين لإسرائيل، هذه مسؤوليتنا جميعاً.
25-01-2013
2013-01-25