استقبل رئيس المجلس السياسي في حزب الله سماحة السيد إبراهيم أمين السيد وفد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، الذي زاره مهنئاً بمناسبة ذكرى الانتصار الإلهي على العدو الصهيوني في تموز 2006.
اللقاء، الذي تحدث باسمه منسقه الأستاذ قاسم صالح قدم التهاني والتبريكات لقيادة المقاومة بهذا الانتصار التاريخي الذي أدى إلى نشوء معادلة ردع مع العدو الصهيوني من جهة، وبعث الحياة في روح المقاومة وعزز ثقافتها في المنطقة بشكل عام، بعد عقود من اليأس الذي استفحل في الأمة، وفاقمته التنازلات والتسويات المذلة لصالح العدو الأساسي لأمتنا وشعوبها.
كما حيا لقاء الأحزاب التضحيات الكبيرة التي قدمتها المقاومة في تصديها للعدو التكفيري في سوريا وغيرها ما أبعد شبح الإرهاب عن لبنان بشقيه الصهيوني والتكفيري.
سماحة السيد إبراهيم أمين السيد رحب بالوفد الذي يمثل الأخوة في مسيرة الجهاد والنضال الذين يستحقون التهنئة لأنهم شركاء في صنع الانتصار، وأشار سماحته إلى أن ما يميز هذا الانتصار عن غيره هو إيمان شعبنا بأهمية الانجاز الذي تحقق لدرجة أن أهلنا كانوا يقفون أمام بيوتهم المدمرة شامخي الرؤوس، يعبرون عن اعتزازهم بمقاومتهم التي صمدت، ومعها الجيش والشعب، في مواجهة أعتى عدوان في العقود الأخيرة، بالرغم من فارق الإمكانيات الهائل بينها وبين العدو الصهيوني.
وأكد سماحة السيد أن المقاومة استطاعت أن تلحق هزيمة عسكرية بالجيش الإسرائيلي، ليس فقط من خلال إفشال أهداف العدوان، وإنما من خلال القدرات الصاروخية التي تمكنت من ضرب كل الأهداف التي رسمتها في حربها مع هذا العدو.
وحول الحرب الجارية في سوريا، لفت سماحته إلى أن هذه الحرب أشد خطراً من الحرب الإسرائيلية، سواء بأهدافها أو أدواتها، لأن بعض الذين كانوا على الحياد خلال حرب تموز أصبحوا في قلب الحرب لإسقاط سوريا والمقاومة، ولكن بحمد الله استطعنا إفشال الأهداف الدولية والإقليمية للحرب على سوريا في بيئة معقدة وصعبة للغاية، وما لبث أن اكتشف العالم خطر الجماعات الإرهابية التكفيرية حتى على الذين صنعوه ودعموه ومولوه.
وقال السيد ابراهيم امين السيد انه "يسجل لسيادة الرئيس بشار الأسد صموده وشجاعته وإيمانه الثابت بالانتصار، الأمر الذي سمح لسوريا بالاستفادة من دعم الحلفاء والأصدقاء، كما أن تماسك الدولة في سوريا وعمل أجهزتها دون توقف كان له دور حاسم في الحفاظ على وحدة المؤسسات والتفاف الشعب حولها".
ولفت سماحته إلى التبدلات الحاصلة في موازين القوى بفعل صمود سوريا، والتي تجلت في تراجع الحملات الإعلامية، وسقوط المراهنات السياسية على تغيير النظام فيها وانفراط الحلف الدولي ونشوء توازن جديد في المنطقة بفعل الحضور الروسي القوي والتعاون والتنسيق بين روسيا والجمهورية الإسلامية الذي تجسد أخيراً في استخدام الطائرات الاستراتيجية الروسية لقاعدة همدان الإيرانية في قصف الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا، الأمر الذي أحدث صدمة لدى الغرب، ويؤشر إلى أن هذا التحالف الروسي الإيراني هو من سيرسم المعادلات في المنطقة.
وأشار سماحته إلى أن فشل المشروع الأميركي الصهيوني في سوريا أسقط رهانات البعض لتغيير موازين القوى في لبنان ودفعه إلى البدء بتقديم التنازلات.
وأكد سماحته أن موقفنا من العماد ميشال عون ليس مبنياً على علاقات ومصالح خاصة، وإنما على رؤية وطنية ترتبط بوعي المصالح الاستراتيجية للبنان والمنطقة في مواجهة المؤامرات التي تستهدف شعوبنا وأمتنا، والعماد عون أثبت على مدى السنوات الماضية امتلاكه لهذه الرؤية الاستراتيجية والتي تعطي ضمانة لجميع اللبنانيين بحفظ وطنهم وحمايته.
2016-08-17