ألقى رئيس المجلس السياسي في حزب الله سماحة السيد ابراهيم امين السيد كلمة في حفل توقيع وثيقة التفاهم مع التيار السلفي ومما جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين
بداية نشكر الله تعالى ونحمده على نعمائه وتوفيقه في تحقيق هذا التفاهم..
إن ما نحن فيه وعليه يكتسب أهميته في كونه خطوة تمثل وضعية ملائمة ولائقة مع التزاماتنا بعقيدتنا الاسلامية طبقاً للآية الكريمة "واعتصموا بحبل جميعاً ولا تفرقوا" ويجعلنا مؤهلين وقادرين أكثر على التوجه لتحقيق الكلمة السواء بين "أهل الكتاب" وتحقيق التعارف في العلاقات الإنسانية. ويكتسب أهميته في كونه خطوة صحيحة وفي الاتجاه الصحيح والمنهجية الصحيحة لجهة الانطلاق لمعاجلة الخلافات أو الأزمات من موقع التفاهم ولو المحدود وليس من موقع الخلاف. هذه المنهجية تعني ان نحل عناصر خلافتنا بالتفاهم لا أن تحاصرنا خلافاتنا.
وتكتسب هذه الخطوة اهميتها في أنها إنشاء الله تعالى ستدخل السرور والفرحة والسعادة إلى كل المؤمنين والحريصين والعاملين على وحدة الكلمة خصوصاً بين أتباع الدين الواحد. وفي الوقت عينه ستدخل الغيظ على قلوب أعدائنا الذين يعملون ليل نهار من اجل بث الفرقة والفتن والفوضى والنزاعات بيننا وعلى رأسهم اميركا وإسرائيل. وعلى قلوب أولئك الذين يعتاشون على التحريض والتفريق والتكفير ويبنون امجادهم السحت وبطولاتهم الزائفة بالتكفير والتمزيق والسباب والشتائم.
إننا إذ نعبر عن احترامنا للأخوة الأعزاء وتقديرنا لجهودهم المباركة التي بذلوها بمسؤولية إسلامية عالية، نؤكد أنه ينتظرنا الكثير الكثير من الجهد والعمل واللقاء والحوارات التي من شأنها أن تضيق مساحة الخلاف وتوسع التفاهم والاتفاق.
وسيتساقط كثير من الخلافات التي هي مجرد إشاعات وانطباعات خاطئة وستنهار الخلافات التي هي نتاج حملات التحريض والتكفير وتبقى الخلافات التي لا بد من معالجتها وبحثها في إطارها العلمي وفي غطار من الحرص على أن لا نسمح للخلافات ولا بحثها من التسبب بالفرقة والتنازع.
إننا نعلم أن هذا التفاهم سيواجه بكثير من التشويه والتضعيف من قبل أعداء الامة من الخارج والداخل.
لذا إننا نقدم هذا التفاهم كخطوة مضيئة ورائدة وقائدة وشجاعة لشعوب أمتنا في لبنان والعالمين العربي والاسلامي. هذه الشعوب المؤمنة الطيبة التي تحتاج في مقاومتها للمحتلين والغزاة والغاصبين إلى من يحمي ظهرها من اعدائها الذين يزرعون الفتن في كل مكان.
نقدمه ونحن على يقين بان الله تعالى سيسدد ويوفق إلى ما فيه خير للإسلام والمسلمين. والحمد لله رب العالمين.
2008-08-18