أكد رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد أن هناك اليوم ما يشبه التحالف الدولي والاقليمي من أجل ضرب التكفيريين في سوريا تحت عنوان الارهاب والخطف، معتبراً أن احتضان البعض في لبنان للتكفيريين سياسة غبية وواهمة، والدليل ان كل الجهات التي دعمت هؤلاء في سوريا انقلبت عليهم اليوم.
وقال سماحته في المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيد الشهداء ـ الرويس: "أمريكا انكفأت اليوم من المنطقة على مستوى التدخل العسكري المباشر وأوكلت مهمة الحروب إلى المسلمين والعرب أنفسهم، فهي تركتنا نتقاتل فيما بيننا وهي تتفرج لتعود وتنتصر علينا من جديد".
ودعا سماحته علماء العالم الاسلامي لإيقاف مهزلة التحريض الطائفي والأحقاد والسباب والشتائم والنيل من رموز كل المسلمين، محذراً من أن "ما يجري اليوم من تحولات في المنطقة من شأنه أن يشطب شعوباً ودولاً ويغيّر خرائط ويعيد تحالفات، ومن شأنه أن يمكّن العدو من إعادة السيطرة على منطقتنا ومصيرنا وقرارنا ومستقبلنا".
واضاف سماحته: "إذا أخرجنا السياسة والمواقف والمصالح السياسية للدول والأحزاب والمنظمات من حسابات العلم والفقه سيجد المسلمون أنفسهم أنهم أمام مشتركات علمية وفقهية كبيرة".
وقال :"نحن منفتحون على أوسع أفق للنقاش والحوار من أجل مصلحة الإسلام والمسلمين".
ولفت إلى أنه بالرغم من كل التناقضات بين دول المنطقة، التناقضات الطبيعية أو التناقضات المصطنعة، وسواء كانت مصطنعة من داخل المنطقة أو من قبل الأعداء في الخارج لدولنا، لا مفر من أن يعيد الجميع النظر بسياساتهم وأحقادهم وتحريضهم وفتنهم وحروبهم وتجييشهم، وأن يعيدوا النظر بتحالفاتهم.
وشدد سماحته على أن تقدم إيران ونجاحها على صعيد المفاوضات في إطار اجتماعات (الخمسة زائد واحد) هو مصلحة لكل المنطقة ولكل العرب ولكل المسلمين وقوة لهم جميعاً، في حين نرى بعض الدول العربية تتحالف مع "إسرائيل" كي لا يحصل أي اتفاق في إطار هذه المفاوضات، متسائلاً: "هل هذه سياسة أم هي حقد"، وداعياً هؤلاء إلى التخلي عن حقدهم والنظر إلى مصالحهم كدول وكشعوب وكأمة، وأن يجدوا صيغة ما للتفاهم بين دول المنطقة لأن هذا التفاهم ـ ولو كان بالحد الأدنى ـ يحقق جزءاً أساسياً من مصالح الأمة ومصالح الإسلام والمسلمين".
وتوجه سماحته إلى هؤلاء قائلاً: "لماذا أنتم كنتم فقط الأدوات والوقود للحروب في داخل منطقتنا، ولماذا لم تشهروا سيفاً واحداً إلا في حرب بين العرب أنفسهم وبين المسلمين أنفسهم. لماذا لم تشهروا سيفاً إلا إذا أرادت أمريكا لكم أن تشهروا هذا السيف؟، وحينما تريد أمريكا أن تكسب ثمار هذه الحروب تكسبها لوحدها، وأنتم تبقون جانباً وتلهثون وراء بعض المكاسب حتى تعطيكم أياها أمريكا أو غير أمريكا".
وختم سماحته قائلاً: "إلى متى تستمرون بهذه السياسات؟، عليكم أن تعيدوا النظر في هذه السياسات ودعونا نفرح معكم ولو مرة في هذا التاريخ، حينما تكونون على أرضية واحدة من أجل مصلحة الدول والشعوب والأمة والإسلام والمسلمين".
2013-11-11